المرأة هى نصف المجتمع وهى الأم والأخت والزوجة والإبنة . فالمرأة فى النهاية هى الأم والتى يقع على عاتقها تربية الأطفال فإذا أحسنت تربيتهم ورعايتهم فإن المجتمع سيكون بصورة أفضل والسؤال الذى يطرح نفسه هو كيف تستطيع الأم أن تربى وتنشئ جيلا صالحا فى هذا المجتمع وهى مسلوبة الحقوق ؟؟؟...... فلايصح أن نكون فى القرن الواحد والعشرون ويكون هناك إنكار وهضم لحقوق المرأة السياسية والإقتصادية والإجتماعية لا يصح ذلك على الإطلاق
ومن مبادئ الدّين البهائيّ المساواة التامة في الحقوق والواجبات بين الرّجال والنّساء. لا تفترق ملكات المرأة الرّوحانيّة وقدراتها الفكريّة والعقليّة، وهما جوهر الإنسان، عمّا أوتي الرّجل منهما. إنّ تقديم الرّجل على المرأة في السّابق كان لأسباب اجتماعيّة وظروق بيئيّة لم يعد لهما وجود في الحياة المعاصرة. ولا دليل على أنّ الله يفرّق بين الرّجل والمرأة من حيث الإخلاص في عبوديّته والامتثال لأوامره؛ فإذا كانا متساويين في ثواب وعقاب الآخرة، فَلِمَ لا يتساويان في الحقوق والواجبات إزاء أمور الدّنيا ؟
المساواة بين الجنسين هي قانون عام من قوانين الوجود، حيث لا يوجد امتياز جوهريّ لجنس على آخر، لا على مستوى الحيوان، ولا على مستوى النّبات. والظّنّ قديمًا بعدم كفاءة المرأة ليس إلاّ شبهة مرجعها الجهل وتفوّق الرّجل في قواه العضليّة
إن عدم اشتراك المرأة في الماضي اشتراكًا متكافئًا مع الرّجل في شئون الحياة، لم يكن أمرًا أملته طبيعتها بقدر ما برّره نقص تعليمها وقلّة مرانها، وأعباء عائلتها، وعزوفها عن أخذ حقوقها المسلوبة. أمّا وقد فُتحت اليوم أبواب التّعليم أمام المرأة، وأتيح لها مجال الخبرة بمساواة مع الرّجل، وتهيّأت الوسائل لإعانتها في رعاية أسرتها، وأضحى السّلام بين الدّول والشّعوب ضرورة تقتضيها المحافظة على المصالح الحيويّة للجنس البشريّ، لم يعد هناك لزوم لإبقاء امتياز الرّجل بعد زوال علّته وانقضاء دواعيه. إنّ تحقيق المساواة بين عضوي المجتمع البشريّ يتيح الاستفادة التّامة من خصائصهما المتكاملة، ويسرع بالتّقدم الاجتماعيّ والسّياسيّ، ويضاعف فرص الجنس البشريّ لبلوغ السّعادة والرّفاهيّة.
إِنَّ قضيّة تحرير المرأة، أي تحقيق المُساواة الكاملة بين الجنسَيْن، هي مطلبٌ مُهِمٌّ من مُتطلبات السّلام، رغم أَنَّ الاعتراف بحقيقة ذلك لا يزال على نطاقٍ ضيِّق. إٍنَّ إنكار مثل هذه المساواة يُنزل الظّلم بنصف سكّان العالم، ويُنمِّي في الرّجل اتِّجاهات وعادات مؤذية تنتقل من محيط العائلة إلى محيط العمل، إلى محيط الحياة السّياسيّة، وفي نهاية الأَمر إلى ميدان العلاقات الدّوليّة. فليس هناك أي أَساسٍ خُلُقِيّ أو عمليّ أو بيولوجيّ يمكن أن يبرّر مثل هذا الإنكار، ولن يستقرّ المناخ الخلقيّ والنّفسيّ الذي سوف يتسنَّى للسّلام العالميّ النُّموُّ فيه، إلاّ عندما تَدْخُل المرأة بكلّ تَرحاب إلى سائر ميادين النّشاط الإنسانيّ كشريكةٍ كاملةٍ للرّجل.
الخميس، ٢٦ أبريل ٢٠٠٧
الدين البهائى وحقوق المرأة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك ٨ تعليقات:
موضوع رائع. خاصة أن المجتمع المصري حاليا يناقش إذا كان تولي النساء القضاء مسألة شرعية وعملية
أنا أمرأة وزوجه وأم وقد استرعى انتباهى هذا الموضوع الذى ما زال محط نقاش وتساؤلات ولقاءات ومؤتمرات تعقد من اجل تحقيق هذا الهدف . وقد أعجبنى كلمه تفضل بها حضرة عبد البهاء فى مؤتمر عن حريه المرأة عام 1913 :
( إن الأنسانيه كالطائر ذى الجناحين الذكر والأنثى وما لم يكن الجناحان قويين تحركهما قوة واحدة فان الطير لا يقدر ان يطير نحو السماء . فتبعا لروح هذا العصر يجب أن تتقدم النساء ليتممن رسالتهن فى الحياة ولهذا يجب أن يتساوين مع الرجال . إن أحد تعاليم حضرة بهاء الله المهمة هو أن يصبح النساء فى مستوى واحد مع الرجال وأن يتمتعن بحقوق وامتيازات وفرص مساويه لحقوق الرجال وفرصهم وأمتيازاتهم )
وانا بالعمل سمعت مناقشه بين الزميلات والزملاء حول تعيين قاضيات مصريات بالمحاكم ,ووجدت للأسف أن المعترضين هم النساء انفسهن ودخلت فى الحوار على اساس أن يتضح ان التقدم فى العالم يسير سريعا بل ان الرأه تناضل فى كل مكان بالأرض لتأخذ حقوقها التى تنازلت عنها لسنوات عديده ولكن باءت المحاولات بالفشل . فقلت لهم فى النهايه حتى وأن لم تقتنعوا فدعونا نخوض التجربه ونرى ماذا سيحدث اما ان نقف محلك سر فهذه قمه الرجعيه و لا يمكن أن نظل نحيى بنفس الأفكار والقوانين التى حكمتنا منذ مائه عام .ان التغيير مطلوب مطلوب لأنه سنه الله فى أرضه . ويجب أن تعى النساء قبل الرجال اهميه هذه القضيه
الأخت / وفاء
كما تفضلت فإن المعترضين هم من النساء أنفسهم وطبعا دى مشكلة كبيرة وجهل بأبسط حقوقهن والمجتمعات العربية تحتاج إلى مجود كبير ووقت لتثقيف هؤلاء النساء وتوعيتهم بحقوقهم ولكن قناعتى الشخصية أنه فى نهاية المطاف سيطالب هؤلاء النساء بحقوقهم ولكن الموضوع عاوز وقت والمثل بيقول لا يصح إلا الصحيح
الله مربي العباد ففي كل زمان يرسل منهجه واوامره وتعاليمه عن طريق رسله ومظاهره الالهية لترقية البشرية وحسب استعداهم وقابليتهم للنمو و في هذا اليوم الالهي العظيم منح الله المرأة المساواة بالرجال في الحقوق والواجبات فاصبحت المرأة بجانب الرجل يكملان بعضهم البعض بالمشورة والمحبة لينتج عن هذا جيلا صالحا محبا
ان العالم في احتياج شديد لهذاالتكافؤ والاتحاد والمحبة وهذه ارادة الله فاذا اراد شيئا فانه يقل له كن فيكون لانه هو علام الغيوب وسوف يتقبل العالم ارادة الله ويتحد الرجل والمرأة ويصبحا يدا واحده لمواجهة الحياة وبنائها باجيال جديدة تربو على محبةالله و العالم وخدمة البشرية جمعاء
الأخت /سونيا
أتفق معك كل الإتفاق أن لكل عصر تعاليمه وفى ها العصر يجب إعطاء المرأة كامل حقوقها بالمساواة التامة مع الرجل وأعتقد عند إعطاء المرأة حقوقها الكاملة ستحل مشاكل إجتماعية كثيرة وسيكون ذلك عامل إستقرار للأسرة والمجتمع ولا أبالغ إذا قلت أن الإستقرار سيعم العالم بأسره لأن المرأة نصف سكان العالم
موضوع مهم جدا ومثل ما قيل ان المرأه والرجل مثل جناحين الطائر اذا اختل احداهما لا يقدر الطائر على الطيران اتمنى ان يأتى اليوم الذى نمتنع عن قهر المرأه والتقليل من قدراتها الفكريه والعقليه وسوف نجد بعد وقت ان لدينا جيلا على درجه من الوعى والفكر الراقى الحديث فى هذا الموضوع لا ينقطع وإلى لقاء امال
سيدتى لقد عانيت كثيرا فى العصور السابقه وكنتى الجندى المجهول فى كل الظهورات والرسالات السابقه قائده وفارسه وشاعره خلف الرجل مشاركه فى كل المجالات والأن حان الوقت ان تقفى الى جانبه لكى تتوازن الحياه وهذا فضل الله ان له حكمته فى كل زمان حسب مقتضيات كل عصر امال
إرسال تعليق