أهلا وسهلا بكم

أهلا وسهلا بكم

الأربعاء، ٤ يوليو ٢٠٠٧

البهائية والعلم

إن أحد تعاليم حضرة بهاءالله الأساسية هو أن العلم الحقيقى والدّين الحقيقيى يجب أن يكونا دائما على وفاق تام، فالحقيقة واحدة وكلما ظهر نزاع فسببه الخطأ فى الفهم لا الحقيقة. ولطالما كان هناك نزاع بين ما يسمى العلم وما يسمى الدين على مدى العصور. ولكننا إذا نظرنا إلى ذلك النزاع تحت ضوء الحقيقة الكاملة استطعنا أن نقتفي الأثر الذى يدلنا إلى أن سببه الجهل أو التعصب أو التظاهر أو الطمع أو ضيق النظر أو عدم التسامح أو العناد أو ما شابه ذلك من الأسباب الّتي هي خارجة عن الروح الحقيقية للدين والعلم كليهما، لأن روحيهما واحد.
من مبادئ الدين البهائى ضرورة توافق العلم والدين. بالعلم والدين تميز الإنسان على سائر المخلوقات، وفيهما يكمن سر سلطانه، ومنهما انبثق النور الذى هداه إلى حيث هو اليوم، وما زالا يمدانه بالرؤية نحو المستقبل. العلم والدين سبيلان للمعرفة. فالعلم يمثل ما اكتشفه عقل الإنسان من القوانين التي سنها الخالق لتسيير هذا الكون. والدين هو ما أبلغنا الخالق من شئون هذا الكون، فكلاهما طريق صحيح إلى المعرفة، ويكمل أحدهما الآخر، فالدين والعلم وجهان لحقيقة واحدة وهما توأمآن لا يختلفان .
طالما تعاون العلم والدين في خلق الحضارات وحل معضلات الحياة. فالدين هو المصدر الأساسى للأخلاق والفضائل وكل ما يعين الإنسان في سعيه إلى الكمال الروحانى، بينما يسمح العلم للإنسان أن يدخل أسرار الطبيعة ويهديه إلى كيفية الاستفادة من قوانينها في النهوض بمقومات حياته وتحسين ظروفها. فابالعلم والدين تجتمع للإنسان وسائل الراحة والرخاء والرقي ماديا وروحانيا. إن مال الإنسان إلى الدّين دون العلم، سيطرت على فكره الشعوذة والخرافات، وإن نحا إلى العلم دون الدين، سيطرت على عقله المادية، وضعف منه الضمير. واختلافهما في الوقت الحاضر هو أحد الأسباب الرئيسية للاضطراب في المجتمع الإنسانى، وهو اختلاف مرجعه انطلاق التفكير العلمى حرا، مع بقاء التفكير الدينى في أغلال الجمود والتقليد.

الأحد، ١ يوليو ٢٠٠٧

لماذ الحاجة إلى لغة عالمية واحدة

العالم اليوم يحتاج إلى لغة عالمية واحدة يتحدث بها جميع شعوب الأرض بالإضافة إلى لغتهم الأصلية وذلك لزيادة التفاهم والتقارب بين الإنسان وأخيه الإنسان
إن الطفرة والتقدم السريع والمذهل الذى يشهده عالمنا المعاصر فى جميع المجالات العلمية والتكنولوجية فى الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وجميع مجالات الصناعة والإنترنت والتى إنعكست إيجابيا على الجنس البشرى ... إن هذا التقدم السريع والمذهل يحتاج إلى تبنى فكرة إيجاد وسيلة مشتركة للتخاطب والتفاهم والتعلم من الآخرين ما إبتدعوه من علوم ونشر ثقافة العلم المفيد للإنسانية بدلا من نشر ثقافة التعصب والجهل والكراهية والقتل بين أبناء الجنس البشرى
إن تعدد اللغات وهو ما يتصف به عالمنا المتحضر اليوم يعتبر عقبة رئيسية أمام وحدة العالم. فعلى مستوى الاتصالات الفعلية فإن وجود لغات متعددة يجعل من الصعب تدفق المعلومات بشكل يسير ويجعل من الصعب على الفرد المتحدث بلغة واحدة التفاعل إيجابيا مع الأحداث العالمية. هناك توجه من قبل بعض الفئات أو الشعوب نحو التمسك بلغتها وثقافتها وبالتالي اعتبارها أفضل وأحسن من غيرها. هذه النظرة الفوقية أو الغلو في الوطنية عادة ما تؤدي إلى الصراع . إن إنعدام سبل الاتصال بين الشعوب في الأساس يضْعِف الجهود المبذولة في سبيل إحلال السلام العالمى ويهددها. فاعتماد لغة إضافية كلغة عالمية سيسهم إِسهاما واسِعا في حل هذه المشاكل
ولهذا فليس من العجب أنْ نرى أن الحل الذي طرحه حضرة بهاء الله لوحدة الجنس البشري يتضمن تبني لغة عالمية إضافية. حيث دعا حضرته إلى تعلم لغة أخرى واحدة في جميع المدارس التعليمية في العالم. وبذلك وخلال جيل واحد يستطيع الكل أنْ يتعلم بالإضافة إلى لغته الأصلية لغة عالمية أخرى مشتركة. هذه اللغة العالمية يمكن أنْ تكون لغة مخترعة أو من إحدى اللغات المتداولة. ومن محاسن اختيار إحدى اللغات الموجودة، هو وجود نسبة من شعوب العالم يتحدثون بها ويتعلمونها بينما من محاسن اختراع لغة جديدة هو حيادية هذه اللغة وأيضًا إعطاء الفرصة لإيجاد قواعد لغوية بسيطة وسهلة.
كما أكدَّ حضرة بهاء الله بأنَّ اللغة العالمية ستكون لغة إضافية ومساعدة بمعنى إنَّها سوف لن تحل محل اللغات الموجودة. إنَّ مبدأ "الوحدة والاتحاد في التنوع والتعدد" يجب أن يطبق في مجال اللغات المختلفة كما هو مطبق في الشئون الأخرى. ونظرًا لأنَّ هناك ضغوطًا مختلفة على الأقليات اللغوية تهدد بذوبانها بين اللغات السائدة والمسيطرة في المجتمع فإنَّ وجود لغة عالمية إضافية سيساعد تلك اللغات الأقلية في حفظ وجودها وبالتالي حفظ ثقافة الاقليات